يمضي الكوني ويمضي القارىء معه ليغرق في بحور فلسفته العميقة متخذاً من الرمز مطية يطير بها على جناح خيال محلقاً خارج الزمان وخارج المكان.
لطالما فتشت عن الحجر الأسود الذي يطهر روح الموت. وعندما أقول ''لطالما''، أتخيّل بئراً بلا قعر، نفقاً حفرته بأصابعي، بأسناني. يحدوني الأمل العنيد بأن أبصر، ولو لدقيقة، لدقيقة متمادية خالدة، شعاع نور، شرارة من شأنها أن تنطبع في مأق عيني وتحفظها أحشائي مصونةً كسرّ. فتكون هنا، ساكنة صدري، مرضعة ليالي البلا ختام، هنا، في هذا القبر، في باطن الأرض الرطبة،...
منذ عامين حين طلب أحد الأصدقاء أن أكتب قصته، ترددتُ في البداية، واقترحت أن أساعده، لكنه قال إنه لن يسعه أن يفعل ذلك لوحده أبدًا. أصغيتُ إليه لساعات، ورافقته في جولات علاجه واكتشفت عالمًا مثيرًا، ثريًا بمادة جديرة بالكتابة.. سرعان ما وجدت نفسي في موقف حساس: هل عليّ أن أروي وأكتب وأكشف كل شيء، كما طلب مني صديقي؟ وبعد تفكير، اخترت ألا أهمل شيئًا وأن أشاركه...
أين الحكاية?), سألتني مريم. قلت لها إنَّني أروي حكاية سامية لا حكايتها. وأنا أعرف أنَّ ما رويته حتى الآن لا يصلح حتَّى كمقدِّمة لحكاية البحر الميّت أو حكاية وداد أو إميل. لكنَّني لا أكتب قصّة. أترك الأشياء تأتي. أقول إنَّني أروي الحكاية كما هي, وكنت أريد أن أضيف: دون زيادة أو نقصان, لكنَّني عدلت عن ذلك. فوداد الشَّركسية التي ماتت منذ عشر سنوات تشبه هذه...
الرواية الصادرة حديثا عن دار الآداب فى بيروت تقدم المؤلفة واقع البدو والبادية السورية فى ظل سيطرة الجماعات المسلحة مستندة إلى روح الذئاب الحرة كرمز لأسى أصاب الأمهات من جراء الفقد اليومى للأبناء. كانت لينا هويان الحسن التى تنتمى إلى قبيلة الجميلة القيسية التغلبية قد ولدت عام 1977 فى بادية حماة فى غرب سوريا ونشأت وتعلمت هناك ولذلك فهى كتبت أول النصوص...
بعد قليلٍ من التمنّع، رضيت رسمية بارتداء السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها، عاشق سميرة توفيق، إلى سهرات
الكابوس الذي يخيفك لن يأتي، فقد أتى بالفعل! يكفي أن تخفض زاوية نظرك قليلًا فتراه تحت جلد الحياة اليومية يختبئ بكل ملامحه خلف تفاصيلها المبتذلة. تلك التفاصيل التي تذهب في ساقيتها بطوع إرادتك كي تحتمل تلك الرؤيا الأخرى الأبوكاليبتية. كأن الحياة نحياها في مستويين؛ مستوى للوعي الخامل عند معامل انحرافه الصفري، ومستوى آخر تنظر منه من خلال جروح الوعي فترى الجحيم...
رغم كلّ شيء ثمّة أمْرٌ ما يربطهما أكثر من الزواج الذي ساقته الظّروف والصّدفة. حين تشرع شفتا الطلياني تمتصّان رضاب تلك القصبة المفكّرة وتجوس يداه في ملمسها اللّيّن، تصبح غصنًا أخضر غضًّا يتلوّى كلّما مسّتْه ريحُ الرّغبةِ. هذه النّبتة الشّيطانيّة مذهلةٌ قُلَّبٌ لا تستقرّ على هيئة واحدة. يراها غصنًا جافًّا أو جذعًا يابسًا أحيانًا. وتكون أحيانًا أخرى عُودًا...