من أرض الخسارة وزمن الرماد والغربة المؤبدة وتراجع الشعر والنثر، يرفع محمود درويش نشيده أو قصائد هذا الديوان الجديد "سرير الغريبة". ومحمود درويش الوريث الشرعي لإيقاع الشعر العربي، يستمر كما في ديوانه السابق "لماذا تركت الحصان وحيداً" مسائلاً أماكنه الأصلية في الواقع والتراث العربي المشرقي، حاشداً الكثير من الإشارات التاريخية والأسطورية: إلهات مصر وسومر،...
من القلعة انحدر الغيم أزرق نحو الأزمة... شال الحرير يطير وسرب الحمام يطير وفي بركة الماء تمشي السماء قليلاً على وجهها وتطير... وروحي تطير كعاملة النحل بين الأزقة، والبحر يأكل من خبزها، خبز عكاّ ويفرك خاتمها منذ خمسة آلاف عام، ويرمي على خدّها خدّه... في طقوس الزفاف الطويل الطويل... رسوت ببنائها، لا لشيء سوى أن أمي أضاعت مناديلها ههنا ... لا خرافة لي ههنا....