هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا، دون أَن نَنْتَبِهْ، فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص، تَقْضِمُ تُفَّاحةً ثم تبكي وتضحَكُ ؟ " لا شيءَ، لا شيءَ أكثر من نَحْلَةٍ عَبَرتْ في دمي..
إلى أين تأخذني يا أبي؟ إلى جهة الريح يا ولدي … … وهما يخرجان من السهل ، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سور عكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال ، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي ؟
لا تعتذرْ عمَّا فَعَلْتَ – أَقول في سرّي. أقول لآخَري الشخصيِّ: ها هِيَ ذكرياتُكَ كُلُّها مرئِيّةٌ: ضَجَرُ الظهيرة في نُعَاس القطِّ/ عُرْفْ الديكِ/ عطرُ المريميَّةِ/ قهوةُ الأمِّ / الحصيرةُ والوسائدُ/ بابُ غُرفَتِكَ الحديديُّ/ الذبابةُ حول سقراطَ/ السحابةُ فوق أفلاطونَ/ ديوانُ الحماسةِ/ صورةُ الأبِ/ مُعْجَمُ البلدانِ/ شيكسبير/
أَرى ما أريدُ مِنَ الحقل... إنَّي أَرى جدائلَ قَمْحٍ تُمَشِّطُهَا الريح، أُغمضُ عينيِّ : هذا السرابُ يُؤدِّي إلى النَهَوَنْدْ وهذا السكونُ يُؤَدِّي إلى اللازَوَردْ أرى ما أُريدُ من البحر... إني أرى هُبوبَ النوارس عند الغروب فأُغمض عينيّ : هذا الضياعُ يؤدِّي إلى أندلُسْ وهذا الشراعُ صلاةُ الحمام عليّ ....
كتاب "مديح الظل العالي" يحتوي على مجموعة من القصائد التي تمزج بين التجربة الذاتية والموضوعات الوطنية. تُظهِر قصائد الكتاب آلام الفراق والشوق، بالإضافة إلى لحظات التأمل في الوجود والعلاقات الإنسانية. يتنوع أسلوب الكتاب بين النثر الشعري والتعبير العميق، مما يخلق تجربة غنية للقارئ.