Mots-clés
ابن ظاهر: بحث توثيقي في شعره وسيرته الشعبية
من الشرفة الدمشقية تطل وتنثر ياسمينها كلمات تفوح بعطر الأحاسيس الآتية من سيدة الرحيل التي دموعها الحبر و شفتاها الورق ورئتاها هاتان اللتان تتنهدان بعطر الياسمين.
ثمّة أسطورة يردّدها بعضُ القرويين، تقولُ إن الليل في الصّيف يَنْقَلِبُ إلى ساحرٍ يظهر في القرى حاسِرَ الرأس، ويُمضي وقته كلّه في عَدِّ النُّجوم والتقاطِ النّيازك.
هذه الليلة، يُشعل القمرُ شموعَه بين قبورِ الأطفال، فيما تتمدّدُ ريحٌ غامِضة على كتفي وردةٍ تكادُ أن تذبل
وراءَ النّول الذي ينسجُ التّاريخ قوةٌ خفيّة تموّه حيناً، وتهمل حيناً، وتَنْسى حيناً – وفقاً للوضع والحالة والهدف. التّاريخ، إجمالاً، كمثل سبّاح يواجه لُججَ البحر، قلّما يفكّر إلاّ بالظاهر المباشر، بالسطح، وبالشاطئ، أمّا أعماق البحر وأبعادُه فتبقى بعيدةً في الخفاء.
لا تَخَفْ أَنْ تلامِسَ الغيوم وَقُلِ اطمئنّي، يا خطواتي في ساحةِ الأُسودِ، في ساحةِ الرياحين ينزلُ القمرُ على سُلّم الماء لِيَلتقيَ في الماء وجهاً يُحبّه يَنْطفئ حولَه، حياءً، ضوءُ القناديل.
لَسْتَ هذي المدينةَ أو تلك، لستَ الإِقامَةَ والذكْرياتِ / الأقاصي رهانُك – لكنْ خطواتُك مذعورةٌ وتواريخُ ذاك الفضاءِ الذي كنتَهُ طيوفٌ وبَوَارِقُ من شُعلةٍ تتلاشى...
قُلِ الوقتُ يَشْطح في ضبابٍ يتهدّل ويشفّ لا مِنَ البخار لا من الغبار بل من أنفاس البشر قُلِ التّاريخُ قروحٌ وأنقاض وللحاضر نكهة القَشّ. قُلِ الْملكُ للمماليك وقل ها هيَ الأيام تتوشّى بالقتل
خرجوا من الكتب العتيقة حيث تهترئ الأصول، وأتوا كما تأتي الفصول حَضَن الرماد نقيضَه مشت الحقول إلى الحقول، لا، لستُ من عصر الأفولْ أنا ساعةُ الهتْك العظيم أتت وخلخلةُ العقولْ ..