Résumé
الشاعر فواز عيد، هو أحد شعراء فلسطين الذين ظهروا في الستينات لاشباع الحداثة الشعرية العربية التي بدأها رواد حركة الشعر الحديث (قصيدة التفعيلة) في الخمسينات.
لقد نشر فواز عيد مجموعته الشعرية الأولى (في شمسي دوار) عام 1963م، وقد ولدت هذه المجموعة ناضجة من الناحية الفنية، مما لفت الأنظار إليه؛ فإذا قمنا بمقارنة هذه المجموعة مع شعراء من أبناء جيله آنذاك، فهو يتقدم كثيراً على كثيرين. لكنه عندما أصدر مجموعته الثانية (أعناق الجياد النافرة) عام 1969م، كان الشعر الفلسطيني الحديث قد توغل في الحداثة. لقد كانت بدايات فواز مهمة جداً.
اشكالية هذا الشاعر المقيم في دمشق منذ نكبة 1948م وحتى وفاته عام 1999م، حيث اقتلع من وطنه، هي ذلك الغياب الكبير له في الفترة (1970- 1984م) بسبب البحث عن لقمة الخبز لأطفاله؛ فقد أصدر مجموعته الثالثة عام 1984م.
يمتاز شعر فواز عيد بغنائية موسيقية عالية، وهو يميل إلى استبطان الموروث الشعبي والأسطوري والتاريخي، ويميل إلى مراقبة التفاصيل اليومية في حياته الدمشقية، ويتوغل في تفاصيل مأساة فلسطين، وأقرَّ بأنه ابتعد في شعره عن «شعارات شعر المقاومة»، واعترف شخصياً بأن بدايات فواز عيد هي الأقوى من بين بدايات معظم شعراء الستينات الفلسطينيين. ورغم تأثره بلغة بعض الشعراء العرب الرواد، إلاّ أنه امتلك شخصية شعرية مستقلة آنذاك.