Résumé
رغم مرور أكثر من نصف قرن على صدور «تاريخ القرآن» للمستشرق الألماني تيودور نولدكه 1836 ـ 1930، إلا أنه لم يترجم إلى العربية إلا مؤخراً على يد جورج تامر أستاذ الفلسفة في إحدى الجامعات الألمانية.
وقد أثار صدور هذا الكتاب الضخم المؤلف من 841 صفحة الكثير من التساؤلات والاحتجاجات المتناقضة، عندما طلبت إحدى المرجعيات الدينية في لبنان من الجهات المختصة منع تداول الكتاب وسحبه من المكتبات لأنه حسبما ذكرت «يطعن بالقرآن الكريم وبالنبي (ص) وبأمهات المؤمنين، ويثير النعرات الطائفية ويمس مشاعر المسلمين».
هذا الأمر أدى إلى إثارة عدد من التساؤلات في أوساط الكتاب والمفكرين، الذين رؤوا أن الكتاب المذكور لا يحوي أي إساءة للتنزيل القرآني، وعندما يتحدث عن تاريخية النص فإن ذلك لا يعني إلغاء أزليته. إن الدراسات القرآنية في أوروبا واهتمام العلماء والمفكرين بالقرآن يعود إلى اوائل القرن الثاني عشر عندما قام الإنكليزي روبرت الكتوني سنة 1143 بأول ترجمة لاتينية كاملة للقرآن الكريم، وتوالت إثرها الترجمات والدراسات التي تراوحت بين مؤلفات ذات طابع هجومي وآخر اعتذاري، بدأها الراهب الدومينيكاني ريكولدو دا مونته كروشه الذي قضى جزءاً من حياته كمبشر في الشرق وحاور عدداً من العلماء المسلمين قبل أن يضع في نهاية المطاف مؤلفه الذي هاجم فيه الإسلام.