Résumé
يضع الجابري المشروع النهضوي في سياق التزامن والصراع منذ قرن مع مشاريع ثلاثة: مشروع الحداثة الأوروبية بوجهها الاستعماري المغاير لما كانت قد بشرت به أوروبا من حرية وتقدم وسلام ورفاه لشعوب أوروبا والعالم، ومشروع الاشتراكية العالمية الذي تمت صياغته على هامش أوروبا تمثل بروسيا القيصرية، والمشروع الصهيوني الذي شكل جزءاً من الوجه الأخر العدواني والعنصري للحداثة الأوروبية.
ويرى الجابري ان هذه المشاريع الأربعة كانت متداخلة، وانطلقت بسباق مرير، بصورة غير متكافئة بعضها مع بعض في اواخر القرن الماضي، لتنتهي بنهاية هذا القرن الى نتائج متقاربة حيث ان اياً منها لم يحقق نفسه بالصورة التي كان يحلم بها، ويؤكد الجابري ان القضايا التي طرحها المشروع النهضوي العربي على نفسه في أواخر القرن الماضي وفي مطلع هذا القرن، لا زالت تطرح نفسها بقوة رغم ما تم إنجازه على صعد التعليم والثقافة والصحة والبنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ان شعار الاتحاد والترقي الذي مثل جوهر مطالب الشعب العربي في مطلع القرن يلتقي جوهرياً مع شعار الوحدة والتقدم الراهن الذي لا زال يمثل جوهر المطالب السياسية والاجتماعية العربية.
يحلل الجابري اهداف المشروع النهضوي العربي ويدعو الى إعادة بناء هذه الأهداف على قاعدة نقد التجربة الماضية وتحليل مواطن ضعفها واغفالاتها. ويدعو الى نبذ الاسئلة المزيفة، والى التخلص من الإحباط وأيديولوجيا الإحباط. ويقول ان المراجعة النقدية ضرورة ملحة لاستعادة الامل واستئناف المسيرة مع التاريخ للمشاركة في صنعه والتأثير في مجراه.
جاء الكتاب في خمسة فصول، يتناول الاول "المشروع النهضوي العربي ... والوجوه الاخرى للحداثة الاوروبية" والثاني"النهضة" ... و "السلفية"، ويعالج الثالث "الفكرة القومية .. وأسس الوحدة" والرابع "اشكالية التقدم وانفصال الايديولوجيا عن السياسة"، اما الفصل الخامس فيتناول "آفاق المستقبل