Résumé
يبحث هذا الكتاب في تاريخ العلاقة بين المثقّف العربيّ والدولة العصرية منذ نشأتها الحديثة. والكتاب يتملّى نصوص المثفّفين العرب وتطلّعاتهم وتحالفاتهم، متّخذاً من طلائعيي عصر النهضة وبعض رواد الخطاب الإحيائيّ منطلقاً لتقديم تصوّر لتلك العلاقة المتوترة.
وإذا كانت الدولة العصرية قد حققت في بدايات نشأتها في ظلال الصراع مع الاستعمار شيئاً من طموحات الفئة الطليعية، فإنّ تحالفات تالية وقراءات سيئة ومشوّهة للتاريخ حفرت في جذور العلاقة وأوجدت أكثر من خندق مَصْلحيّ منذ نهاية الأربعينات. وجرى إعلاء خطاب على حساب آخر، وادعى ذلك الخطابُ أو مثيلهُ الأحاديّ أحقيةً مطلقةً تصادر الرأي الآخر وتنفيه. وكان لا بد أن تزخر الثقافة العربية بعلامات العصيان والتمرّد، أو الانكفاء على الذات، والمراوغة. ولعلّ خطاب المَهَاجر الواسعة يُفْضح عن مشكلات أوسع جرت معالجتها، لا على أساس امتيازها، وإنما على أساس إفصاحها عن داخلٍ منتهَكٍ مريض.