Résumé
تشكّل كتابات عبد المجيد الشرفي تراثاً مهمّاً في الفكر الإسلاميّ القديم والحديث، لجهة التمييز بين الإسلام في جوهره الحقيقي وبين التطبيق التاريخي لهذا الدين. يمثل كتابه “الإسلام بين الرسالة والتاريخ” الصادر عن “دار الطليعة” في بيروت، إحدى المساهمات الهامّة في هذا المجال.
يشدّد الشرفي في كلامه على “خصائص الرسالة المحمدية” وعلى الجزم بلاوحدانية الإسلام، سواء كان ذلك في الزمان أو المكان، وقد ترجم ذلك بشعار “الإسلام واحداً ومتعدداً” الذي شكل ميدان دراسات واسعة حول الإسلام. فالإسلام لم ينبع من فراغ في الجزيرة العربية، بل أتى امتدادا طبيعيّا لما عرفته المنطقة من وجود أديان توحيدية تمثّلت في اليهودية والمسيحية، حتى أنّ الدعوة المحمدية قدّمت نفسها بوصفها امتداداً للرسالات التوحيدية السابقة. تحكمت جملة عوامل وتطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية في قيام الدعوة وانتشارها، إلاّ أنّ جوهرها الفعليّ ظل قائما على دعوة البشر إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، وتحقيق موقعهم الإنساني على أكمل وجه، والالتزام يقيم أخلاقية وروحية تهدف إلى الارتقاء بهذا الإنسان.