Résumé
تبت المقامات النّظريّة سنة ثمان وعشرين ومائة وألف هجريا، أيْ في المرحلة التّاريخيّة التي اصطُلح عليها بـ"عصر الانحطاط". وكانت كتابتها في مدينة سورت الهنديّة، وهي تمثّل فضاء جغرافيّا متاخما للحدود الشّرقيّة لدار الإسلام. وهذا ما يمنح هذه المقامات خصوصيّة فارقة.
فهي من النّاحيّة التّاريخيّة تمثّل نقطة وصل بين المقامات القديمة كـ"مقامات بديع الزّمان الهمذاني" (358ه ـــ 398ه)والمقامات الحديثة مثل "مجمع البحرين" لليازجي (1214ه/1800م ـــ 1287ه/1871م). فهل هي امتداد للمقامات القديمة ومحاكاة لها مغامرة وخطابا أم هي تأسيس جديد وإحياء لهذا الفنّ الأدبيّ الذي سرعان ما آل إلى الجمود؟
وأمّا من النّاحيّة الجغرافيّة فتمثّل هذه المقامات توسيعا للأمكنة التي ألفناها في المقامات السّابقة وإضافة نوعيّة لها.
فهل ستكون هذه الأمكنة الجديدة وما يتبعها من عادات ومفاهيم مختلفة لسكّانها سبيلا إلى التّجديد في المغامرة باعتبارها الموطن الذي تسرّب منه الجمود إلى أدب المقامات؟.