Résumé
يعد كتاب "الإيضاح في علل النحو" من أنفس ما كتب في موضوع العلل النحوية. وضعه إمام من أئمة اللغة والنحو في القرن الرابع هو أبو القاسم الزجاجي، وحققه أستاذ أسهم في تعليم العربية في عدد من الجامعات كما أسهم في إغناء المكتبة العربية بعدد من الكتب القيمة التي ألفها وحققها هو الدكتور مازن المبارك. وبشكل عام قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة صغيرة وثلاثة وعشرين باباً. مضيفاً إليها مسائل صغيرة متفرقة ألحقها الزجاجي في آخره.
في المقدمة تحدث الزجاجي عن ضرورة العناية بالمؤلف. لأنه صورة لعقل صاحبه يعرضها على الناس. وبعد ذلك استعرض بإيجاز سبب وضع الكتاب وموضوعه، ذاكراً الطريقة التي سيسلكها في معالجة بحثه، ومن ثم حدد موضوع كتابه بالعلل خاصة، ويبين أنه لن يتعرض للأصول في القواعد النحوية، لأنه يؤلف في موضوع العلل هذا الموضوع الذي نزل به الضيم حتى غدا بحثاً مهملاً أو ثانوياً يؤتى به بعد الأصول.
ولا يغفل الزجاجي بعد ذلك عن الإشارة إلى مصادر بحثه، فيذكر انه استنبط من كتب غيره من العلماء. وأنه أخذ الكثير عن الشيوخ تلقياً ومشافهة. وأما أسلوبه في معالجة الموضوع فلا يقوم على التطويل والإكثار، بل هو أسلوب يؤثر الاختصار وترك الخلاف، وإهمال السند، وانتقاء أحسن وجوه الكلام إذا كانت للمسألة منه وجوه عدة. وبعد أن أنهى الزجاجي حديثه عن كل ما سبق انتقل إلى تقديم كتابه إلى من يحب التطلع إلى العلم. وبعد ذلك عمد إلى تقسيمه إلى قسمين: القسم الأول منه جعله في ذكر العلل خاصة، والثاني في المسائل المجردة.