Résumé
يقول الكاتب العراقي فيصل عبد الحسن: "كنت أعرف أن المبدع محمد زفزاف كريم اليد ويجود بما يملكه، كان بيته ممتلئا دوما بالأدباء الشباب الذين يأكلون معه في صحن واحد ويدخنون من علبة سجائره ويشربون معه بذات القدح.. لكنه، بسبب افتقاره إلى مورد مال ثابت كان لا يستطيع في بعض الأحيان حتى شراء الجريدة."
زفزاف، الذي لم يحظ بأية جائزة أدبية وطنية في بلاده. يعكس حالة معروفة تماما في الأدب العربي بشكل عام. فالثقافة واجهة للسياسة وساحة لها أيضا. وليس ثمة رابط حقيقي بين الإبداع والشهرة.
يفسر الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف قلة الاهتمام بزفزاف ويرجعها إلى سببين: الأول أن أعمال زفزاف العفوية الصادقة تحترم جمهورها وتعنى بقضاياه ولا تقدمها كما يشتهي الآخر، والثاني: أن زفزاف لم يكتب بلغة أجنبية
من بين كتّاب القصة المغاربة، ظل محمد زفزاف الأكثر نصَباَ إزاء الفن، يحزم أمره، ويأخذ نفسه بالشدة.
ومن بين كتاب القصة المغاربة، ظل محمد زفزاف الأكثر وفاء لمسحوقي شعبه، حريصا الحرص كله على أن يظل هذا الوفاء متألقاً واضحاً عبر الفن، لا عبر البيان الصحافي أو السياسي.