Résumé
رواية البساطي الأخيرة، «غرف للإيجار»، الصادرة حديثا عن «دار الآداب» في بيروت، لا تشذّ عن هذا السياق العام، بل لنقل إنها تحفر فيه أكثر، لتنسحب أيضا إلى أمكنة أكثر إيغالا في الانغلاق على ذاتها، أيّ كأننا مع روايته هذه أمام ما يُعرف عادة في الأدب بـ «Huis – clos »، أي هذا المكان الضيق، المحدد، غير المنفتح على الخارج إلا بهوامش صغيرة تكاد لا ترى، أو تكاد لا تكون حاضرة فعليا، لكنه في الواقع، منفتح على هذا الفضاء من خلال الشخصيات التي تتسلل منه، عبر أقاصيصها وتفاصيلها وحيواتها الأخرى، الماضية، التي كانت موجودة والتي تُستعاد من فترة إلى أخرى، كأنه يرغب بذلك في إقامة هذا الهامش التذكيري وهو إن كان يحمل مقارنة ما، فهي مقارنة لا تزيد إلا في جحيم اللحظة الراهنة، لأنها ليست أفضل منها.