دلائليات الشعر

يبلور هذا الكتاب الذي لا ينفصل فيه التمثيل عن التنظير، ولا القراءة عن البرهنة؛ نظرية شاملة في طبيعة الخطاب الشعري وفي طريقة فهمه وتأويله، نظرية تجمع بين النصية والتناصية، بين كون القصيدة ومتخيل القارئ، بين الشعرية والأدبية. إن الدلائليات التي تدرس العلاقات بين أنساق الدلائل وليس الدلائل في ذاتها تتجاوز البلاغة والشعريات الشكلية التي تنظر إلى الدلالة الشعرية نظرة سكونية اختزالية ذرية أحادية، وذلك بتناولها هذه الدلالة في إطار جدلي يتفاعل فيه النص والقارئ، وتتحقق جدلية توليد الدلالة هذه عبر طورين، هما: طور المحاكاة، الذي تعوق فيه عوائق القارئ عن فهم القصيدة وطور التدلال، الذي يتمكن فيه هذا القارئ من إدراك دلالة النص بالتغلب على تلك العوائق وفتح مغالقها بمفتاح المتناص معه. أما النصوص التي يمثل بها المؤلف من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين ومن الرمزية إلى السريالية ومن قصيدة الشعر إلى قصيدة النثر، والتي عُرف بعضُها بشدة الغموض إلى حد الاستغلاق والاستعصاء على التأويل، فتكشف عن أن هذا المؤلف ليس محلِّلًا نبيهًا فحسب، بل قارئًا عميق الاطلاع أيضًا. والقارئ العربي، سواء كان دارسًا لقصيدة الشعر أو دارسًا لقصيدة النثر، سيجد فيه وسيلة فعَّالة ومنهجًا خصبًا للتحليل والتأويل