Résumé
مدينة فاس المغربية بحضورها الأسطوري كوّنت ملامح تجربة محمد برادة الأدبية، واهتماماته الثقافية والسياسية. في هذه المدينة التي انتقل إليها طفلاً ـــــ إثر موت والده وزواج أمّه ـــــ عاش في كنف خاله، وتعلَّم في مدرسة عربية، وتفتحت مداركه على مناخات وطقوس ولهجات، لم يألفها في مدينة الرباط. او كما يقول : «فاس صورة أخرى للأندلس بموسيقاها وحواريها وطقوسها المبهجة. في هذه المدينة التقطتُ سرّ الحكي والسرد، فقد كان خالي حكواتياً من طراز خاص».
في الرباط التي سيعود إليها في سنّ التاسعة، سوف يستيقظ حسّه السياسي باكراً في بلاد تخضع للاستعمار الفرنسي من جهة، وسلطة ملك مستبد من جهة ثانية، إضافة إلى حركات نضالية تسعى لخلق فضاء آخر للبلاد. هذه الصورة ستكتمل ملامحها في قاهرة منتصف الخمسينيات. الطالب المغربي الشاب، وجد نفسه في خضمّ الأفكار الصاخبة والتحولات الفكرية والثورية التي كانت تعيشها مصر عبد الناصر، وإذا به يكتشف عالماً موّاراً بالحياة والحراك السياسي والأدبي. «القاهرة عتبة مفصلية في حياتي، ففي هذه المدينة، عشت التعدد اللغوي والشفوي، وسحر الأفلام المصرية، والعلاقات العاطفية الأولى، وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب، والمكتبات، وطه حسين».
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
هذه الفترة سيرصدها محمد برادة في محكيات تحت عنوان «مثل صيف لن يتكرّر» (الفنك ــــ 1999) بمزيج من النوستاليجيا والاعترافات والطرائف والمفارقات التي لن تُمحى من ذاكرته، كأنها شريط بالأبيض والأسود. ثنائية التذكّر والنسيان هي جوهر كتابات محمد برادة الروائية. عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل