Résumé
هذه الرحلة تعيد الاعتبار لرجل دين مسيحي من العراق لم تذكره المراجع العربية المعروفة، رغم أن رحلته تكشف عن كاتب من طراز جيد، فق دون ما أثناسيوس أغناطيوس نوري، بطريقة منتظمة ومنهجية، يوميات رحلته إلى الهند ما بين 1899-1900 في فترة فاصلة شهدت تحولات عاصفة إن في بلده العراق، أو في الهند المستعمرة الإنكليزية يومها. تشكل هذه الرحلة وثيقة مهمة لما حفلت به من مشاهدات عن أحوال الناس وطقوسهم وعاداتهم، ولقاءات مع شخصيات سياسية وأدبية بارزة، من أمثال سلطان عمان فيصل الذي استقبله في قصره بمسقط، والشاعر رابندرانات طاغور الذي دعاه إلى بيته في كلكتا، وممثل ملكة بريطانيا في الهند اللورد كوزون الذي استقبله في مبنى الحكومة في بومباي.
تفصح هذه اليوميات عن قدرة عالية على رصد الظواهر والتقاط المشاهد اليومية في مدن الهند وصياغتها في قالب أدبي بسيط وجذاب، وتكشف عن حس بالسخرية يبلغ درجة المرارة مع نهاية الرحلة وقرب عودة صاحبها إلى بلده من دون أن ينجز المهمات التي ود نفسه بإنجازها، فإذ ا به ينفق ما في جيبه من مجيديات ويعود إلى وطنه يخفي حنين. لكن هذه الرحلة ذات المهمة الفاشلة بامتياز تركت لنا نصاً أدبياً لا يخلو من طرافة، فضلاً عن كونه وثيقة جغرافية وإثنوغرافية ممتازة.