Résumé
قال الحكيم: أنت تحتاج، إذن، على وقت للتفكير... أفكر بماذا؟ أنا أيضاً شجاع، وأنا أيضاً دخلت السجن، وأنا ناضلت أيضاً. سأله الحكيم: كل هذا صار، ولكن يبقى السؤال: في سبيل أي قضية دخلت السجن أيها الشجاع؟ ارتبك دغمش.. احتار في الجواب: هل يصدقه الحكيم إذا قال: إنني مجرم، وإنني جئت على هذه الغاية للتطهر من إجرامي؟ وماذا بشأن رئيفة؟ هل تكرهه بعد كل الذي سمعته عنه، ومن فمه بالذات؟ قطع عليه الحكيم بشير هذا الشرود التفكيري قائلاً: -المثل يا دغمش، يقول: "ليس في الإعادة إفادة"، لن أعيد عليك ما قلته... هيا اقتل الذئب الأسود أولاًّ! صاح دغمش وهو يرتجف: قلت إنني سأقتله، يعني سأقتله. ولكن ماذا بشأني الآن؟ إنني أحب، إنني أعشق، إنني أتعذب؛ صاح هدهد من على شجرة مقابلة: وعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق!؟ صاح دغمش: لكنني سمعت هذا الكلام من قبل، فماذا يفيدني تكراره الآن؟ الموت أيها الهدهد الغبي، أرحم! هتف هدهد آخر: وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه وفي الهجر، فهوى الدهر يرجو ويتقي. –لم أفهم! قال الحكيم بشير: هذا ما يسمونه، في لغة العاشقين؛ التأرجح بين اليقين والشك... هل عشقت قبل الآن؟ عشقت يا حكيم طبعاً، لكنني قبل الآن لم أتأرجح ولم أتعذب! قال الحكيم: إنما حلاوة العشق في العذاب تكون يا دغمش! وإلى متى؟ إلى أن تتعلم كيف تنسى، وكيف تمحو... هذا لا يعني أي أمل! الأمل أن تثق، أن يقترن الوثوق بالعمل الدؤوب، لتحقيق الهدف الذي تثق به. اليأس، إذن، إحدى الراحتين، كما تعلمنا من الأمثال الصحيحة! هذا هو... وأنا أرفضه... إذا استطعت! وماذا تفعل هذه البندقية في يدي؟ تقتل؟ ليس نفسي. رئيفة إذن! هي بالذات. وقفت رئيفة متحدية وقالت: أنا أمامك يا دغمش، اقتلني إذا استطعت